ابو عمار في الذكرى 4 لرحيله: قصته مع "الاله" الفلسطيني بالهند.. له بدلتان إحداهما بالية.. يرتب سريره وينفق على الفقراء
تمر في هذه الأيام ذكرى معبأة بأحلام وبطولات ومقتطفات حياة ثورية للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي استشهد قبل اربعة سنوات والذي كان حرص دوماً على وحدة شعبه رغم انه قال يوماً ما :" أنا رئيس لشعب مكون من 5-6 مليون رب" ويقصد رأس.
لا يفتأ المقربون منه يشيدون بجرأته وشجاعته وحسه الفكاهي وطبعا تمسكه المتجذر بقضيته وخلو حياته من زاوية " الحياة الشخصية" فقد كان ينام في غرفة طولها متران وعرضها كذلك بزاوية مخصصة للنوم في مكتبه سواء بغزة حيث مقر إقامته بالمنتدى أبو بمقاطعة رام الله.
دائم العمل قليل النوم:
ويروي المقربون عنه خلوه قليلاً للنوم والراحة حتى انه كان مداوماً ومتابعاً لكل أخبار محافظات الوطن دقيقة بدقيقة وعندما يخلد للراحة يتنفس من حوله الصعداء ولكنه بعد دقائق يفاجئهم بالخروج من غرفته والسؤال عمن اتصل ومن هو على الهاتف ومن هو بالباب، حتى ان وجبات الطعام كان يجلس اليها " تطييباً لخواطر من أعده" فشرب الشاي والماء وشوربات الحبوب " وكان قليل الاهتمام باللحوم كما كان حذره الأمني مما يأكل ضعيفاً للغاية.
عن الفلسطيني الذي اصبح "الها" بالهند:
عن قصة الطالب الفلسطيني بالهند والذي اصبح إلاهاً يتبعه الملايين يقول د. عبد الله ابو سمهدانة محافظ المحافظة الوسطى أن أنديرا غاندي رئيسة الهند التي كانت تربطها علاقة صداقة قوية مع الرئيس عرفات طلبت منه التوسط لدى رب بالهند يتبعه الملايين وهو فلسطيني الجنسية ليضمن اصوات اتباعه لها بالانتخابات وعندما اجتمع اليه الرئيس الفلسطيني عرف ان الشاب طالب من الضفة الغربية ضاقت به الحال فلجأ إلى اله بالهند يتبعه الناس اسمه راو وقام هذا الرجل بتوريث الطالب الفلسطيني إلوهيته فأصبح الطالب يتبعه الملايين من الهنود.
الطالب سأل ياسر عرفات:" كم تحكم من البشر؟ فقال الرئيس من خمسة إلى ستة مليون فلسطيني. فقال الطالب اما أنا فيتبعني 20 مليونا فقال الرئيس عرفات :" اما انا عندي خمسة ملايين رب مثلك، وحسب ابو سمهدانة فإن الرئيس يقصد خمسة ملايين رأس أي كلهم كبار ويعتزون بأنفسهم.
علاقته قوية مع شاوشيسكو وناصر وصدام ومبارك وبن علي:
يروي د. ابو سمهدانة ان الرئيس قليلاً ما خلد إلى النوم او الراحة فقد كان دائم المتابعة لكل حدث بأرض الوطن على مدار 24 ساعة حتى انه كان يجيب على اتصالات الجميع دون انقطاع ويقول :" طلبته في الساعة الثانية فجر أحد الأيام فطلب مني من حوله بتأجيل الاتصال لأن الرئيس قد خلد للراحة ولكنه خرج وطلب المتصل فقالوا له أنه محافظ الوسطى فأخذ الهاتف وبدأ بتلقي ما أريده وأخبرني على مدار الساعة عما حدث في أرض الوطن في ذلك اليوم".
ويؤكد انه قليلاً ما خلد للراحة فقد كان أكبر رجل علاقات عامة مع المحيطين أو الرؤساء وكانت تربطه علاقة قوية مع كل من شاوسيسكو رئيس رومانيا وعبد الناصر رئيس مصر الراحل وعلاقة طيبة بالرئيس محمد حسني مبارك وقوية جدا مع الرئيس صدام حسين ورئيس تونس زين العابدين بن علي.
يبتهج بصلاة العيد والصلوات الخمس:
في الأعياد كان يصحو باكراً وبعد أداء صلاة العيد كان يجلس بالصالة السفلى من مقر إقامته يستقبل كافة فئات الشعب لا سيما الفقراء والمعاقين والجرحى ويتفقد اسر الشهداء واسر الاسرى خاصة اسرة الشيخ الراحل احمد ياسين وماهر ابو العوف وعميد الاسرى سابقاً ابو الصاعد الراعي وطبعا منزل كل من حيدر عبد الشافي وابراهيم ابو ستة.
وقد حافظ الرئيس الراحل على أداء صلواته الخمس وصيام شهر رمضان حتى انه كان يجمع ما فاته من الصلوات ويقصر في السفر ويحفظ أجزاء كبيرة من القرآن الكريم ويستشهد بالآيات الكريمة ولم يتناول المشروبات المنبهة قليلا ما شرب الشاي ولم يشرب القهوة ابدا.
كثير الانفاق على الفقراء:
أما أكثر من تأثر بحالات عصبيته فقد كان المحيطون حوله والعاملون بمكتبه ولاسيما رئيس مكتبه رمزي خوري واكثر ما اثار اعصاب الرئيس الراحل كانت اللحظات الحالكة في القضية الفلسطينية وفي اللحظات السياسية الضاغطة.. فقد كان دائم العطاء من ميزانية الرئاسة للفقراء والمساكين والضعفاء والفقراء ولم يرد طلب مساعدة لأي إنسان لاسيما طالبي المساعدة لإجراء عمليات زراعة تمكنهم من الإنجاب.
ويقول عن أحد اعز المواقف التي لا ينساها ابو سمهدانة انه في أحد الأعياد جاءت سيدة تجر دراجة عليها طفل معاق ويرتدي ثياباً بالية وقد أحرج جميع الوزراء من الجالسين واستاءوا من مروره بقربهم ولكنه عندما وصل الى الرئيس ابو عمار فقد جثى الرئيس على ركبتيه وقبّل الطفل وأغدق عليه بالهدايا فخرجت السيدة سعيدة من المكان.
يتدخل لاصلاح ذات البين بين الازواج:
وقد حرص الرئيس الراحل على التدخل في القضايا الاجتماعية العالقة فقد كان مكتبه مفتوحاً على الدوام للمواطنين والشكاوى حتى ان سيدة جاءت تطلب مساعدته اثر مشاكل مع زوجها وصلت الى حد الطلاق ولم ينس الرئيس قصتها رغم ان مكتبه استقبل يومها اكثر من عشرين مشكلة فقد طلب الرئيس ياسر عرفات من ابو سمهدانة ان يجلب له الرجل الذي قام بتطليق زوجته وقد كانت الساعة حينها الواحدة والنصف فجرا.
له بدلتان إحداهما بالية..
لم يمتلك الرئيس الراحل سوى بدلتين طوال اربعين عاما من حياته ما فتيء يرتديهما، وقد يستذكر من حوله بدلته التي مزقت اطرافها وقد كان يومها مسافراً إلى عمان للقاء الملك حسين عام 1994 فقال له ابو سمهدانة حينها :" يا سيد الرئيس انت خارج من أرض الوطن اليوم فيجب ان تقوم بتغيير بدلتك " فأجابه الرئيس " عشان مقطعة يعني" وقام يثني طرف البدلة وطلب من مرافقه ان يذهب بها الى الخياط فوراً ويخيطها على شكلها مثني وانتظره حتى عاد وقام بارتدائها والسفر بها كما هي".
وقد كان يرتب سريره ويتناول ما قل من الإفطار غير مبال بما يعد له ويباشر عمله دون ان يلجأ إلى الراحة يوماً حتى لقي ربه شهيدا عاشق ميسى