استقبل قطاع غزة أثناء الفترة الماضية أعدادا متزايدة من المواليد الجدد, قدر عددهم بضعف عدد الشهداء الذين سقطوا في فترة الحرب الأخيرة.
وكما لم تتوقف مستشفيات غزة طيلة أيام الحرب الإسرائيلية عن استقبال الأشلاء وجثث المدنيين، لم تهدأ حاضناتها من أصوات الأطفال الجدد، فيما اعتبر مواساة من الله تعوضهم من فقدوا أثناء العدوان.
وأكد الناطق باسم وزارة الصحة بالحكومة المقالة بغزة، همام نسمان، أن ما بين فترة اندلاع الحرب الإسرائيلية في 27 ديسمبر/كانون الأول حتى 17 يناير/كانون الثاني الماضي تاريخ انتهاء الحرب على غزة استقبلت مستشفيات القطاع 3700 مولود جديد، وودعت 1366 شهيدا.
أعلى معدلات
وأوضح نسمان للجزيرة نت، أن غزة تستقبل سنوياً خمسين ألف مولود، أي ما يعادل ثلاثة إلي أربعة آلاف طفل شهرياً، لكن شهر يناير/كانون الثاني 2008 سجل أعلى معدلات ولادة طبيعية قياساً بالأشهر والسنوات السابقة.
ووصف ارتفاع المواليد، بـ"الكرامة من الله تعالى لأهل غزة الذين خسروا الكثير من الأرواح"، متهماً الاحتلال الإسرائيلي بتعمده قتل الأطفال في الحرب التي فتكت بـ437 طفلا وخلفت ألفي جريح منهم.
التوازن السكاني
وأشار أستاذ الجغرافيا والديمغرافيا في جامعة الأقصى بغزة الدكتور يوسف إبراهيم، إلى أن الاحتلال يعتبر ارتفاع نسبة المواليد لدى الشعب الفلسطيني خطرا مستقبليا يهدد الوجود الإسرائيلي على أرض فلسطين.
وأوضح أن إجمالي عدد سكان غزة في السنوات العشر الماضية ازداد من مليون نسمة إلى 1.5 مليون، أي زيادة بنسبة 50%، مع العلم أن سكان غزة في عام 1997 كانوا يشكلون 36% من سكان الأراضي الفلسطينية، ونتيجة لمعدلات الزيادة السكانية المرتفعة أصبحت نسبتهم 40%.
كما أشارت توقعات مراكز الإحصاء الفلسطيني إلى أن عدد سكان الأراضي الفلسطينية سيتجاوز ستة ملايين بحلول عام 2025، وسيقترب من تسعة ملايين في منتصف القرن الواحد والعشرين.
ومع استمرار التفاوت في معدلات المواليد لمصلحة غزة من المتوقع أن يتساوى عدد الفلسطينيين من سكان القطاع مع سكان الضفة الغربية الذين يتجاوز تعدادهم مليونين و350 ألف نسمة.
وقال الأكاديمي الفلسطيني للجزيرة نت إن إسرائيل وضعت مخططاً لمواجهة التوسع الفلسطيني "يرتكز على الإبادة الجماعية عبر ممارسة وارتكاب الجيش الإسرائيلي المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين".